مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني فعاليات الندوة التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية بالتعاون مع قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة بمناسبة يوم الشعر العالمي بعنوان "قراءات نقدية في الشعر لطلبة الدكتوراه".
وقال المومني في كلمة القاها في الافتتاح أن عقد فعاليات هذه الندوة يأتي ترجمة لرؤى الجامعة ومساعيها لتحقيق درجة عالية من التفاعل بين جامعتنا والمجتمع المحلي بكافة فئاته، وخاصة أدباؤنا وشعراؤنا الذين يصورون الوطن أجلى تصوير بنتاجاتهم الأدبية الفريدة.
وأشار إلى أن الحادي والعشرين من شهر آذار يعد يوما مميزا، فنحتفي فيه باليوم العالمي للشعر رمز وحدة الوجدان الإنساني، كما يرتبطُ هذا اليوم أيضا بمناسبتين جليلتين أولاهما عيدّ الأم بما تعنيه الأمومة من معاني البذل والتضحية، وثانيهما مناسبة وطنية وقومية هي يوم الكرامة، اليوم الذي استطاع فيه جيشنا العربي الباسل أن يرد لهذه الأمة كرامتها، معربا عن تقديره واعتزازه للشعر العربي وشعراء الأمة الذين أغنوا الوجدان وتغنوا بأمجاد هذه الأمة وسجلوا تاريخها بأحرف
من النور والجمال.


بدوره أشار شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية الدكتور نبيل حداد إلى أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الكرسي ترجمة لرسالته في خدمة الحركة الثقافية في الأردن والاحتفاء برموزه الإبداعية ونتاجهم الأدبي الحصيف، وانطلاقاً من تصوّر طموح يتطلع إلى أن يكون نتاجنا الثقافي وإبداعنا الأدبي في الموقع الذي يليق بمكانته بعد أن توطدت فنون الإبداع الأدبي في بلدنا، وسعيا من الكرسي لتوطيد علاقاته مع المجتمع المحلي وتعزيز مكانة المبدعين من أبنائه المبدعين ممن لهم مكانتهم في المشهد الثقافي الأردني وطلبتنا الجادين في برنامج الدكتوراه في قسم اللغة العربية وآدابها ممن يبشر نشاطهم وحيويتهم من الآن بجيل واعد من النقاد والباحثين.
كما القى رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الدكتور بسام قطوس كلمة دعا فيها طلبة برنامج الدكتوراه باللغة العربية للتسلح بالمعرفة والقراءة المتعمقة لأن من يريد أن يكون ناقداً منهم عليه أن يهتم بتكوينه المعرفي بدءا من استقراء جهود الفلاسفة، مروراً باستقراء النظريات النقدية وانتهاء بمتابعة النماذج العليا في الشعر، كما دعاهم أيضا الى ضرورة البحث في حدود التماس بين الآداب والعلوم الأخرى لأن النقد يولد نتيجة عطاءات إنسانية وحضارية ويكتسب معطياته من مائدة عالمية مشتركة.


ولفت إلى انه وفي ظل الانفجار المعرفي في العالم أجمع فلا بد من الاطلاع على المنجز الأدبي باستمرار وتجديد معارفنا كل لحظة، فعلى من يقرر أن يكون ناقداً ألا ينحاز للمعرفة وحسب، أو أن ينحاز إلى القيم الجمالية وحسب، بل عليه أن يحتازهما معا.
وتحدث خلال الندوة التي أدارها الدكتور عمر العامري، كلا من الطالبة حنان عثامنة التي قدمت قراءة نقدية حول ديوان "فليكن" للشاعرة الدكتورة إيمان عبر الهادي، والطالبة ختام بني عامر التي قدمت قراءة نقدية حول ديوان "الكتابة على الماء والطين" للشاعر المهندس نضال القاسم، والطالب مجدي الرشدان الذي قدم قراءة نقدية حول ديوان "عند أمس الحديقة" للشاعر الدكتور مهند ساري، والطالبة هبة فراج التي قدمت قراءة نقدية حول ديوان "نمنمات على خاصرة الريح" للشاعر عبد الكريم أبو الشيح.


وحضر الندوة عميد كلية الاداب الدكتور موسى ربابعة، وعميد البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور أيمن حمودة، والشعراء الذين تمت مناقشة اعمالهم، وعدد من الادباء والشعراء والمهتمين من المجتمع المحلي، واعضاء الهيئة التدريسية وطلبة قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة.

12:51:42

منحت جامعة اليرموك وضمن احتفالات إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الأديب الدكتور خالد الكركي، جائزة عرار للإبداع الأدبي لعام 2022 "حقل المقالة الأدبية"، التي يمنحها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في الجامعة، بالتعاون مع مؤسسة إعمار إربد.

وقال رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد خلال الحفل، الذي احتضنه مدرج عرار بمبنى المؤتمرات والندوات، إن لجامعة اليرموك واجبا أساسيا تلتزم به منذ انطلاقتها 46 عاما، وهو النهوض بالفعاليات التي تحمل معاني الوفاء وتجسد تكريم العطاء، بكل أبعاده المادية والمعنوية، ولا سيما ذلك العطاء الذي يخاطب أرواحنا، ويرسم معالم وجداننا، ويبعث إشراقات  الجمال في نفوسنا.

وأضاف أن ما يجمعنا اليوم هو واجب التكريم لأديب كبير وكاتب فذ وناقد لا يشق له غبار وأكاديمي حصيف نهل الآلاف من تلاميذه ومريديه من معين علمه ونبع عطائه وإبداعه، وهو بالإضافة إلى ذلك رمز وطني مضيء وعلم سياسي له دوره البارز في خدمة قضايا بلده وأمته.

وأكد مسّاد أن اختيار حقل المقالة الأدبية لهذا العام من بين الحقول الخمسة التي تمنح فيها الجوائز،  وهي الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالة الأدبية والنص المسرحي، يأتي لكون الجائزة الأولى في العام الماضي كانت في حقل الشعر الذي يعتبر عنوان الثقافة العربية في مختلف عصورها؛ فكان من الطبيعي أن نستهل مسيرة هذه الجائزة بهذا الفن الأصيل الذي جعل من وصف الأمة العربية بالأمة الشاعرة، وصفاً لا مبالغة فيه، وفي مكانه حقاً.

وتابع: اما المقالة ونعني الأدبية تحديدا، فقد أدت دوراً طليعياً في العصر الحديث؛ فكانت أسبق الأنواع الأدبية الحديثة التي طرقت أبواب الثقافة العربية في مستهل عصر النهضة قبل ما يزيد على القرن ونصف القرن؛ وحمل هذا الفن أماني الأمة وتطلعاتها نحو اللحاق بمنجزات العصر وركب التقدم، وسرعان ما تحول هذا الفن إلى جهاز فعال في ساحات معارك الفكر والتنوير التي خاضتها أمتنا وما زالت.

وقال شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في جامعة اليرموك  الدكتور نبيل حداد، إننا نجتمع اليوم لنكرّم مبدعا كبيرا خاض قلمه في مختلِف ألون الأدب وفنونه والفكر وميادينه، متطلعين إلى أن يفيَ  هذا الجهد بجزء من تطلعَات  كرسي عرار للدراسات الأدبية والثقافية نحو إبراز الحركة الثقافية الوطنية، وتكريم أعلامها ممن كان لهم باع طويل في  الإسهام الجليل في كتابة صفحاته المشرقة والتغني الجميل بأمجاد الوطن بأحرف من معدن الفن النفيس الجميل والبلاغة العربية الأصيلة بأنصع صورها وأجلى مقاصدها.

وأشار إلى  حقيقة أساسية تتعلق بجائزة هذا العام تحديدا؛ وهي أن للشخصية المحتفى بها الكثير من النشاط الإبداعي ووجوهه المتعددة في أكثر من حقل سواء في المجال الاكاديمي والنقد والشعر والدراسات الأدبية والمقارنة والترجمة الإبداعية ، ولا سيما ترجمته لشعر عرار،  إضافة لإبداع الدكتور خالد الكركي المقالي.

 وأكد حداد على أن مجلس الجائزة قد التزم بالأسس المقرة،  وعليه فقد حدد الحقل أولا، وهذه الدورة انطلاقا من حقيقة تاريخية أساسية، وهي أنه  آن الأوان لنرد لنوع أدبي عزيز في نتاجنا الإبداعي المعاصر وهي المقالة الأدبية، بعضا من أفضاله ومآثره على النهضة العربية الحديثة الفكرية والثقافية، مشيرا إلى أنه ثمة حقيقة أدبية ثانية وقائمة توصلت إليها لجنة التحكيم ، وهي أننا إزاء حالة إبداعية فريدة في هذا الفن الجليل لم تتكرر كثيرا منذ عهد بعيد في مسيرتنا الثقافية.

وثمن أمين السر لمؤسسة إعمار إربد – رئيس المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية المهندس منذر البطاينة، جهود القائمينَ على هذا الاحتفال الثقافي الكبير، مثمنا في الوقت نفسه كلَ جهدٍ من شأنه أن يعززَ معرفتنا ويُميط اللثام عن جهودِ الأدباء الكبار الصانعين  لحياتِنا الفكرية والثقافية، معتبرا  أن هذا غايةٌ رئيسيةْ، ومَهمةٌ جليلةْ وضعتها مؤسسةُ إعمار إربد والمكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية 2022،  في رأس الأولويات وفي درجة متقدمة من الاهتمامات والأولويات.

وأشار إلى أن المكتبَ التنفيذي للاحتفالية، وتطلعاً منه لأداء مهامهْ على الوجه الأكمل، قد وقع عدداً من مذكرات التفاهم مع المؤسسات الثقافية المعنية باحتفالات إربد عاصمة للثقافة العربيةْ لعام 2022 وفي طليعتها جامعة اليرموك، ، وعليه جاء التزامنا بتقديم العون والتمويل اللازمين، لأي فعالية أدبية أو فنية أو مشروع ثقافي يسهم في إثراء هذا الحدثِ الجليل، وإلى أي مؤسسة تتطلع لمشروعات مستدامة، لتبقى هذه المناسبات حية في الأذهان وتسهم في تعزيز المكانة الثقافية الحاضرة والمستقبلية والتاريخية التي حظيت بها إربد والأردن بعامة على مر الزمان.

 ولفت البطاينة إلى أن مؤسسة إعمار إربد رأت في مبادرة جامعة اليرموك منح جائزة سنوية رفيعة باسم شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار) خطوة تستحق التقدير وعملاً جديراً بالمساندة والدعم، ولا سيما أن هذا الشاعر اعتُمد رسمياً من المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون (الألكسو) رمزا عربيا للثقافة اعتبارا من عام 2022.

 وقال رئيس لجنة تحكيم الجائزة الدكتور عبد القادر الرباعي، إن اللجنة اجتمعت بكامل أعضائها، وتدارست موضوع اختيار الفائز من بين كُتاب المقالة الأردنيين، وأقرت أن أكثر أولئك الكُتاب أعلامٌ، وأخيارٌ في حقل المقالة العامة، مبينا أن اللجنة ارتأت أنها محكومة بالمقالة الأدبية، لا بالمقال بشكل عام.

وأضاف، وعليه تتبعت اللجنة أعمال من ارتأت أنهم قد يكونون مؤهلين للجائزة في حقل الرواية الأدبية، كما و قرأت اللجنة مجموعة من تلك الأعمال لتتأكد من طبيعة الموضوعات والأساليب المتوائمة، والمختلفة بين مجموع المقالات التي بين أيديها، مضيفا أنه وبعد حوارات ونقاشات جادة، وحيادية  مخلصة، توصلت إلى مجموعة من النتائج.

 وأشار الرباعي إلى أن الهم الوطني مشترك في المجالات والموضوعات التي توافق عليها الكتاب المرشحون المحتملون، كما وأن هناك اختلاف في التوجه الخاص لدى كل منهم، بمعنى أن هناك تباينًا في نوعية الموضوعات التي غلبت على مقالات الواحد منهم دون الآخر، كما أن التباين في الموضوعات أمر طبيعي، فلكل إنسان شأن يغنيه، لكن ذلك لا تمايز فيه بشأن الجائزة.

ولفت إلى أن اللجنة التي ضمت في عضويتها كل من الدكتور بسام قطوس والدكتور يونس شنوان، رأت ضرورةَ فحص الأسلوب الغالب على مقالات كل "الأساتذة الكرام"؛ لتصل إلى الحد الذي يتطابق والسمةَ الأدبية التي حكمت ( المقالة الأدبية ) موضوعَ الجائزة الأساسي، كما وأجمعت اللجنة على أن الأسلوب الأدبي الذي اتسمت به مقالات الدكتور خالد الكركي، تمتاز عن أساليب الآخرين في مقالاتهم، مبينا أن الحديث عن الأسلوب الأدبي لا يعني  السمة العامة للأسلوب، وإنما نعني أنه الذي ضبط نهج "المقالة الأدبية "التي نحن ملتزمون في حدود معرفتنا بها.

وشكر الدكتور خالد الكركي في كلمته التي القاها خلال الحفل، جامعة اليرموك على هذه الجائزة، واصفا اليرموك بأنها "جامعتنا الثانية، الواقفة على مشارف معركتنا العظيمة الأولى في التاريخ الإسلامي، واليرموك لنا وطن وجامعة، وإربد لنا شام وأندلس، وطريق طويلة نحو الثقافة والفكر والسياسة".

 مُضيفاً "لقد كانت أواخر الستينيات وحتى منتصف السبعينيات حافلة بالظروف الصعبة جدا، وأنتم تعرفون وتدركون ما أريد أن أقول: كيف وقع هذا الركود، حتى جاءت اليرموك، كنا نلاحظ ذلك ونتمنى أن نكون بين طلابها مع أننا كنا أنجزنا المرحلة الجامعية الأولى، كانت اليرموك شيئاً غير متوقع لنا، هذا الصعود إلى شجرة الحرية، وهذه الأسماء الكريمة مثل الأساتذة الذين بدأوا فيها، هؤلاء الطلبة الذين نالوا الحظ الطيب انهم كانوا هناك أيضا، نحن نعرف ماذا حققت اليرموك حتى حين وقع ما وقع في منتصف الثمانينات أو بعد ذلك بقليل، ها هي تستعيد ذاتها، وعلي هنا أن أتذكر أولئك الزملاء الذين فرضت ظروف المرحلة أن يغادروا".

وتابع الكركي: لقد مثّلت جامعة اليرموك حضوراً وطنياً باهراً، و"لعلي لم أكن بعيدا عن زمانها الأول، فقد كنت أحد المطلوبين للإيفاد في الدفعات الأولى خارج الأردن باسمها، ثم وقع تغيير بسيط فذهبت موفدا عن الأردنية وجاء زملاء عن اليرموك".

 وأشار إلى أن "اليرموك ليست جامعة فقط بل هي مُناخٌ، ويجب أن تُضاف لها عشرة معاهد علمية مُتخصصة في أعلى مراتب الفكر الإنساني".

 وأكد الكركي "علينا ونحن على أعتاب إربد عاصمة الثقافة العربية، اغتنام هذه الفرصة، وقد مرت فرص مثلها، علينا ألا نغرق في المحليّ، وألا نعتقد أن حدود الدنيا هي حدود الأردن، نحن نحمل رسالة وقد حملناها ومشيناها خطى لا أقول كتبت علينا نحن أردنا أن نسير نحن كما نريد وان نكون ما نريد". وتساءل الكركي فيما إذا كان للثقافة العربية أو الإسلامية أو الإنسانية حدود؟ مبينا أننا "جزء من هذا العالم والأمة التي أعطت الدنيا بلاط الشهداء، وقرطبة والقاهرة، والقدس، والقيروان، واستانبول، وبغداد، وكربلاء، وحفظت مهبط الوحي، وامتداد الرسالة، تستحق فهما جديدا لحال ثقافتها، ولغتها الشريفة، ودورها الإنساني الكبير

كما وتخلل الحفل، إلقاء الدكتورة ليندا عبيد من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، لمجموعة مختارة من المقالات الأدبية للدكتور الكركي.

كما وكرم مسّاد على هامش الحفل، أعضاء لجنة التحكيم.

كرسي عرار يعد برنامجاً لفعاليات ثقافية وأدبية ضمن اتفاقية التفاهم الموقعة بين جامعة اليرموك والمكتب التنفيذي لإعلان اربد عاصمة للثقافة العربية 2022

(الألكسو) تعتمد "عرار" رمزاً عربياً للثقافة 2022

اعتمدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل"عرار" رمزاً عربياً للثقافة للعام 2022، عملاً بقرار مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الثانية والعشرين، الذي بموجبه تم اعتماد توصية اللجنة الدائمة للثقافة العربية بشأن اختيار رموز الثقافة العربية، استناداً للضوابط التي اتفق عليها أصحاب السعادة أعضاء اللجنة. ودعم ممثلي الدول العربية في اللجنة لمرشح المملكة الأردنية الهاشمية، ليكون (رمزاً عربياً للثقافة 2022)، بما يحمل هذ الاعتماد من أهمية للشاعر في وجدان الأردنيين والعرب، وما يشكل من حضور للمثقف الأردني في الحركة الثقافية العربية.
وقالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار: إن الشاعر عرار يعد من رواد حركة إحياء التراث في العصر الحديث، نقل القصيدة الأردنية من مساحاتها المحلية إلى فضاءاتها العربية، وحملت نصوصه الشعرية الكثير من الإرث التراثي المحلي، وعلاقته الحميمة بالمكان الأردني، ودفاعه المستمر عن عروبة فلسطين.
وأضافت النجار أن "عرار" كان يمثّل حالةً وطنية ناصعة في احترام الدولة الأردنية المبكّر للمثقفين، من خلال حضوره الكبير في مجلس الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، وهو ما يعكس اهتمام القيادة الهاشمية الدائم وتقديرها لرجال الفكر والثقافة والأدب، فكان بذلك أنموذجًا للشاعر الأصيل والخالد في الوجدان الوطني.
وأشارت النجار إلى أن وزارة الثقافة اعتمدت في ترشيحها لهذه القامة من اهتمامها بالرعيل الأول من الأدباء والمثقفين، مثمنة اختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لشاعر الأردن "عرار" رمزًا عربيًا، معربة عن شكرها لأعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية قرارهم النبيل في اختيار قامة أردنية رائدة في الشعر والأدب واللغة والتاريخ والترجمة، وقامة أدبية، أسست للحركة الشعرية الأردنية بامتدادها الثقافي العربي والإنساني.
كما شكرت النجار باسم كل المثقفين الأردنيين وزراء الثقافة العرب، مقدرة موقفهم العروبي في اصطفاء شخصية أردنية طالما انحازت لأمتها ثقافةً وموقفًا ونضالاً.
 واعتزت النجار بدور وزارة الثقافة على هذا المنجز الثقافي وأثنت على دور مديرة مديرية الاتصال والتعاون الدولي في وزارة الثقافة رولا عواد ممثلة المملكة الأردنية الهاشمية في اللجنة الدائمة للثقافة العربية، وفريق العمل الذي قدم ملف الترشيح وبذل جهداً وطنيًا ملموسًا . 
وأكدت أن اعتماد شاعر الأردن "عرار"، رمزًا وعنوانًا للثقافة العربية، يعد مفخرة للأردن، وتكريمًا للمبدعين الأردنيين، ويحرض الأجيال من الشعراء والأدباء على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم ونحن نعبر المئوية الثانية من تأسيس الدولة الأردنية ، ويتزامن مع اختيار مسقط رأس الشاعر عرار إربد العاصمة العربية للثقافة، ويؤكد ما يحظى به الأردن ومبدعيه من حضور وإرث في الثقافة العربية على امتداد الوطن العربي. 
وأشارت إلى أن اختيار إربد العاصمة العربية للثقافة، هو مدعاة لإعادة إحياء إرث عرار من خلال البرامج والمشاريع التي تغني البحث في سيرته الحياتية والإبداعية ومواقفه الوطنية.
يُشار إلى أنّ "عرار" وُلد في مدينة إربد يوم 25/5/1899 في مدينة إربد، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها. سافر إلى دمشق سنة 1912، وواصل تعليمه في مكتب عنبر، وهناك شارك زملاءه في الحركات المناهضة للأتراك، فنُفي على إثر ذلك إلى بيروت.
وفي مطلع العام 1917 سافر بصحبة صديقه محمد صبحي أبو غنيمة قاصدا اسطنبول، ولكنه لم يبلغها، إذ استقر المقام به في "عربكير" حيث كان عمه علي نيازي قائم مقام فيها. ليعمل معلم ثان في منطقة "اسكيشهر"، واستقال منها في آذار 1919.
وعند عودته إلى الأردن عمل في سلك التعليم مدرسًا في الكرك، ثم حاكمًا إداريًا في وداي السير والزرقاء والشوبك، وأصبح مدعيًا عامًا، ثم رئيسًا للتشريفات في الديوان الأميري في عهد الملك عبدالله الأول.
أطلق النقاد على مصطفى وهبي التل، عرار، شاعر الأردن لما حاز من ريادة شعرية أسست للقصيدة التقليدية الجزلة الرصينة، ولما تنطوي موضوعاتها من انحياز للناس البسطاء والفلاحين، ولما تتمتع من بساطة واستعارة للمفردات اليومية المتداولة، واستعاراته من قاموس اللهجة الدارجة، وتضمينه للأمثال الشعبية في شعره.
كان الشاعر مصطفى وهبي التل يتقن اللغة التركية والفرنسية والفارسية، وأول من حذر في شعره من خطر الاخطبوط الصهيوني الذي سيمتد على خريطة الوطن العربي، وهو ما يؤكد بعد نظره، وكان مؤمنا أن ينبوع الثقافة العربية الذي ترجمه من خلال الكتابة في الصحف والدوريات العربية وقتذاك يمثل قلعة الدفاع عن الحضارة العربية.
الشاعر مصطفى وهبي التل "عرار"، هو والد رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل، انفتح على امتداد البلدان العربية من خلال العلاقة التي نسجها مع الأدباء العرب في مصر وفلسطين ودمشق وبغداد وبيروت، ومن خلال انفتاحه على الأدب العالمي، وترجماته لرباعيات الخيام، فضلا عن اهتمامه بالقضايا الأدبية واللغوية والفكرية من خلال الحوار على صفحات الجرائد والمجلات مع عدد من الكتاب العرب في ذلك الحين، منهم: إبراهيم ناجي، أحمد الصافي النجفي، إبراهيم طوقان، عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، الشيخ فؤاد الخطيب، كما كانت صلته وثيقة ببلاط المغفور له الملك عبد الله الأول ابن الحسين، حيث كانت تجتمع نخبة من الشعراء والأدباء، وتدور بينهم مساجلات ومعارضات شعرية.
تنوع إنتاجه بين الشعر والتاريخ والدراسة اللغوية والقضايا الفكرية والترجمة، ديوان عشيات وادي اليابس، بالرفاه والبنين، الأئمة من قريش، ومقالات في اللغة والأدب، وأوراق عرار السياسية.
 ومع أنه لم يتح له جمع أشعاره في كتاب، إلا أن الكثير من الباحثين والدارسين الأكاديميين وطلبة الدراسات العليا والنقاد التفتوا للقيمة الفنية والموضوعات الشعرية وحياته الصاخبة، فجمعوا أشعاره وكتاباته بعد وفاته، وكُتب عنه الكثير من الدراسات والرسائل الجامعيّة.
توفي مصطفى وهبي التل "عرار" في الخامس والعشرين من عام 1949، ودفن في إربد بناءً على وصيته، وتم تحويل بيته إلى منتدى ثقافي ومتحف.

المصدر : https://culture.gov.jo/

077830